ـ في سبب نزولها قولان هما
القول الأول
نزلت بأبي لهب؛ لأنَّه استهان بالنبيِّ عندما أخبرهم بأنَّه نذيرٌ لهم، فقد ورد ذلك في صحيح البخاري عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه(صَعِدَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الصَّفَا ذَاتَ يَومٍ، فَقالَ: يا صَبَاحَاهْ، فَاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، قالوا: ما لَكَ؟ قالَ: أرَأَيْتُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أوْ يُمَسِّيكُمْ، أما كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قالوا: بَلَى، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فأنْزَلَ اللَّهُ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ}.
القول الثاني
نزلت بأبي لهبٍ لأنَّه كان ينطلق إلى الوفود التي كانت تأتي لمقابلة رسول الله، ويُخبرهم بأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ما هو إلَّا ساحرٌ كذاب، ثمَّ جاء وفدٌ وأصرَّ على مقابلة النبيِّ، فقال لهم أبو لهب إنَّ النبيَّ ما زال تحت العلاج تبًا له، فبلغ ذلك النبيَّ فحزن، فنزلت السورة الكريمة
١- تبّت يدا أبي لهب وتبّ
خسرت يداه وخسر هو،ومعنى خسرت يداه:بطل كل كيد عمله
٢- ما أغنى عنه ماله وما كسب
ما نفعه ماله ولا جاهه ولا منزلته، ولا ميراثه الذي ورثه عن أبيه وكسبه
٣- سيصلى نارا ذات لهب
سيصلى بنار جهنم يوم القيامة، ووسيلة العذاب نار ذات لهب
٤- وامرأته حمّالة الحطب
كانت زوجته أمّ جميل تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفجر، وكانت تشيع عنه السوء، وتمشي بالنميمة، ويقال لمن يفسد العلاقات بين الناس : إنه يحمل الحطب، أي : يشعل النار ويقطّع أواصر المودة
٥- في جيدها حبل من مسد
في عنقها حبل من ليف، أي هي في جهنم بصورة زرية، تحمل النار على ظهرها، وفي عنقها حبل من نار، شأن حاملي الحطب الذين يربطون حبلا في أعناقهم،ويعلّقون فيه ما يجمعون